جهود الإمام الباقلاني في الاتنصار للقرآن الكريم: دراسة تحليلية = Juhud al-Imam al-Baqalani fi al-intisar lil-Qur'an al-Karim: dirasah tahliliyah

القرآن الكريم منذ نزوله تعرّض لأنواع مختلفة من الطعن، وضروب شتى من القدح في الـمُنزل عليه . فأما في عصر التنزيل فإنّ الله قد كفى رسوله المستهزئين إنا كفيناك المستهزئين(الحجر:95)، وأليس الله بكاف عبده(الزمر:36). وبعد عصر التنزيل، تكررت المطاعن في الذكر الحكيم، بل ظهرت بعض المطاعن لم تكن با...

Full description

Bibliographic Details
Main Authors: Talha, Zineb, Hendaoui, Hassan Ben Brahim
Format: Article
Language:English
Published: IIUM Press 2015
Subjects:
Online Access:http://irep.iium.edu.my/48789/
http://irep.iium.edu.my/48789/
http://irep.iium.edu.my/48789/1/%D8%AC%D9%87%D9%88%D8%AF_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D9%85_%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%82%D9%84%D8%A7%D9%86%D9%8A_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%A7%D9%86%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%B1_%D9%84%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%A2%D9%86.pdf
Description
Summary:القرآن الكريم منذ نزوله تعرّض لأنواع مختلفة من الطعن، وضروب شتى من القدح في الـمُنزل عليه . فأما في عصر التنزيل فإنّ الله قد كفى رسوله المستهزئين إنا كفيناك المستهزئين(الحجر:95)، وأليس الله بكاف عبده(الزمر:36). وبعد عصر التنزيل، تكررت المطاعن في الذكر الحكيم، بل ظهرت بعض المطاعن لم تكن بالأمس، فانبرى لها العلماء فدحضوا هذه المطاعن، وردوا الشبهات التي أثيرت حول الكتاب المجيد، وانتصروا له انتصارا باهرا. ولقد مكر أعداء هذه الأمة في الشرق والغرب ليبعدوا الأمة عن كتاب ربِّها، فكان مكر الله أعظم من مكرهم، وكلما فُتح باب للمكر فتح الله بابا للنصر، وهو على ما يشاء قدير. ولعلّ من أهم هذه المحاولات وأفضلها ما قام به الإمام الباقلاني من جهود علمية كبيرة لردّ مطاعن الطاعنين في الذكر الحكيم، بقلم سيّال بليغ وعبارات رشيقة بديعة، وحجج دامغة، وبراهين صادقة ساطعة، فدحض بذلك أباطيل ممّوهة، وشبهات مزوّرة، وأقوال سخيفة، فهتك سترها، وأبدى للعيان عوارها. وهذا الاهتمام البالغ غاية النهاية من هذا الإمام الجليل مرده إلى جلالة قدر المطعون فيه وهو الذكر الحكيم، إذ بالطعن فيه طعن في الدين كلّه؛ طعن في الإله لأن هذا الكلام كلامه، وطعن في النبوة لأنه عليه أنزل وبه أرسل، وطعن في الرسالة لأنّ هذا الكتاب هو الرسالة، فضلا عن كونه طعنا في ناقلي الرسالة وهم الصحب الكرام رضي الله عنهم. وقد عبّر الإمام الباقلاني عن هذا الاعتناء الشديد بالانتصار للقرآن الكريم بقوله:"ومن أهم ما يجب على أهل دين الله كشفه، وأولى ما يلزم بحثه، ما كان لأصل دينهم قواماً، ولقاعدة توحيدهم عماداً ونظاماً، وعلى صدق نبيهم صلى الله عليه وسلم برهاناً، ولمعجزته ثبتاً وحجة. لا سيما والجهل ممدود الرواق، شديد النفاق، مستولٍ على الآفاق. والعلم إلى عفاء ودروس، وعلى خفاء وطموس، وأهلهم في جفوة الزمن البهيم، يقاسون من عبوسه لقاء الأسد الشتيم حتى صار ما يكابدونه قاطعاً عن الواجب من سلوك مناهجه، والأخذ في سبيله" . وفضلا عن ذلك، فقد اهتمّ الإمام بمسألة الإعجاز فخصّها بعناية فائقة بلغت النهاية، وذلك لشعوره بخطورة الطعن في الكتاب المجيد، حيث أفردها بالتأليف في كتابه الماتع "إعجاز القرآن"، وكذلك تحدث عنه ضمنا في كتابه "هداية المسترشدين" الذي خصص فيه مبحثا لإعجاز القرآن فكان أكبر حجما من كتابه "إعجاز القرآن" وأكثر تفصيلا منه.