هل نحتاج إلى أسلمة علوم اللغة العربية؟
يطرح هذا البحث تساؤلا: إذا كانت أسلمة المعرفة تهدف إلى تحقيق التكامل بين معطيات التراث الإسلامي ونتائج العلوم الحديثة ودمجها بمنهجيات العلوم الإنسانية وفق التصور الإسلامي الأصيل، فهل نحتاج إلى أسلمة علوم اللغة العربية؟ وإن كانت إجابتنا نعم، فكيف نأسلم اللغة العربية وعلومها؟ وماذا سنجني بعد عملية الأ...
Main Author: | |
---|---|
Format: | Conference or Workshop Item |
Language: | English |
Published: |
2016
|
Subjects: | |
Online Access: | http://irep.iium.edu.my/55463/ http://irep.iium.edu.my/55463/ http://irep.iium.edu.my/55463/1/IECNA%20FULL.pdf |
Summary: | يطرح هذا البحث تساؤلا: إذا كانت أسلمة المعرفة تهدف إلى تحقيق التكامل بين معطيات التراث الإسلامي ونتائج العلوم الحديثة ودمجها بمنهجيات العلوم الإنسانية وفق التصور الإسلامي الأصيل، فهل نحتاج إلى أسلمة علوم اللغة العربية؟ وإن كانت إجابتنا نعم، فكيف نأسلم اللغة العربية وعلومها؟ وماذا سنجني بعد عملية الأسلمة هذه؟
يشكك كثير من الباحثين في جدوى عملية أسلمة علوم اللغة العربية، ويرون أن الحديث في هذا الأمر مضيعة للوقت وترف لا طائل منه لأن علوم اللغة العربية تختلف عن العلوم الإنسانية الأخرى كعلم النفس، وعلم الاجتماع، والاقتصاد، لخصوصيتها وارتباطها بالإسلام. فهذه العلوم الإنسانية مثلا قد تمت صياغتها في الغرب، ثم وفدت إلينا بمفاهيمها الغربية والعلمانية والإلحادية دون تمحيص وغربلة، في حين أن علوم اللغة العربية هي صناعة عربية إسلامية خالصة، لا يد للغرب فيها.
لكن المتتبع لتاريخ تطور علوم اللغة العربية يدرك أن علوم اللغة العربية - وإن كانت في الأصل صناعة عربية نشأت في بيئة إسلامية - لم تسلم من الخطأ والتحريف والتشويه. فقد تعرضت مجالات المعرفة الإسلامية والعربية في المراحل التي تلت عصر النبوة والخلفاء الراشدين لتبديل وتحريف وتشويه بسبب تأثير تغير الظروف السياسية والفكرية. أضف إلى ذلك أن علوم العربية اليوم لم تعد كما كانت في سابق عهدها إسلامية المنشأ، فقد طالتها أيادي الفكر الغربي بعيوبه ومحاسنه، وأصبحنا نرى اليوم في علوم العربية مجالات لغوية واسعة ولدت ونشأت وترعرعت في الغرب، مثل علم اللغة الحديث، وعلم اللغة التطبيقي.
من هذا المنطلق تأتي هذه الورقة للتأكيد على أهمية تبني مشروع أسلمة علوم العربية، من خلال دراسة سبل الإفادة من مناهج أسلمة المعرفة في تأصيل الدراسات اللغوية العربية ومبادئها ونظرياتها، وتطوير مناهج علوم العربية وأساليب تدريسها بما يتناسب مع احتياجات العصر الحديث. إن الدرسات اللغوية جزء لا يتجزأ من الدراسات الاجتماعية التي أجمع رجال الفكر الإسلامي على ضرورة إعادة النظر في محتوياتها ومقرراتها ومناهجها خاصة في ظل تدهور حال اللغة العربية وابتعادها عن الحياة العامة وابتعاد أصحابها عنها وتنكرهم لها، وفشل (برامج تعليم اللغة العربية) في الارتقاء بالعربية إلى مكانها الحقيقي بل وفي تحقيق الحد الأدنى من أهدافها. |
---|