دلالات ظاهرة الإدغام في قراءتي أبي عمرو بن العلاء والكسائي: مدخل تحليلي
فإن القراءات القرآنية قد حظيت بالرعاية والعناية على مستوى التلقي والأداء، وعلى مستوى التدوين والبحث والدراسة، بوصفها مادة لغوية غنية وقادرة على إمداد اللغة العربية بفيض من المعاني والظواهر اللغوية، وكانت ميداناً واسعاً لدراسات وبحوث جادة، ومع أن كثيراً من هذه الدراسات قدمت جهوداً مشكورةً في تغطية جو...
Summary: | فإن القراءات القرآنية قد حظيت بالرعاية والعناية على مستوى التلقي والأداء، وعلى مستوى التدوين والبحث والدراسة، بوصفها مادة لغوية غنية وقادرة على إمداد اللغة العربية بفيض من المعاني والظواهر اللغوية، وكانت ميداناً واسعاً لدراسات وبحوث جادة، ومع أن كثيراً من هذه الدراسات قدمت جهوداً مشكورةً في تغطية جوانب من هذا العلم، إلا أن الحاجة إلى مزيد من البحث تفرضها طبيعة موضوع القراءات الذي يتصل بعدد كبير من الموضوعات، أهمها صلته بالقرآن الكريم، وعلوم اللغة من نحو وصرف ودلالة وعلم الأصوات وغيرها.
والأبعاد الدلالية للدراسة هذه يقصد بها بيان المعاني التي يمكن أن تستخرج من ظاهرة الإدغام، وهذه المعاني تعتمد على السياق واللهجة والتراكيب. وعبر السياق تستنبط الأبعاد الدلالية، ولهذه الأبعاد أنواع عدة، إما أن تكون لغوية، فتكون حصيلة استعمال الكلمة داخل نظام الجملة متجاورة وكلمات أخرى مما يكسبها معنى خاصاً محدداً، وإما أن تكون نفسية أو عاطفية، فبها تحدد طبيعة استعمال الكلمة بين دلالتها الموضوعية ودلالتها العاطفية، وإما أن تكون ثقافية أو اجتماعية، إذ تكشف عن المعنى الاجتماعي الذي توحي به الكلمة والمرتبطة بثقافة معينة. ولفهم الأبعاد الدلالية علينا استنطاق الإدغام داخل التراكيب ودراسة أجزائه، وما في تلك الأجزاء من علاقات، مثل علاقة التركيب في داخل الجملة، أو علاقة الكلمة في داخل التركيب، وكذلك دراسة العلاقات التي تربط بين العبارات داخل السياق، فضلاً عن دراسة الحروف والأصوات، لأنها من القرائن المهمة في تحديد الدلالة. |
---|