تسليم المتهمين بين الدول في الفقه الإسلامي والقانون الد ولي دراسة تحليلية مقارنة
الفقه الإسلامي مصدره الأول كتاب الله الخالد –القرآن- الذي هو المصدر الأول للشريعة المنظمة لحياة الناس على هذه الأرض، ومنهج حياة كامل، ودستور الأمة الإسلامية، فهو لم يدع جانباً من جوانب الإنسانية إلا وتناوله بما يصلحه ويصلح له، علاقة الفرد بربه، وعلاقة الفرد بالمجتمع، وعلاقة الحاكم بالمحكومين، وعل...
Summary: | الفقه الإسلامي مصدره الأول كتاب الله الخالد –القرآن- الذي هو المصدر الأول
للشريعة المنظمة لحياة الناس على هذه الأرض، ومنهج حياة كامل، ودستور الأمة الإسلامية،
فهو لم يدع جانباً من جوانب الإنسانية إلا وتناوله بما يصلحه ويصلح له، علاقة الفرد بربه،
وعلاقة الفرد بالمجتمع، وعلاقة الحاكم بالمحكومين، وعلاقة المسلمين بالفئات غير المسلمة داخل
المجتمع الإسلامي وعلاقة الدولة الإسلامية بغيرها من الدول، وكل شيء في حياة البشر تضمنه
هذا القرآن بالتفصيل أو الإجمال، وما أجمله القرآن فصلته السنة النبوية ووضحته.
وهناك أمور متغيرة في حياة الناس يجتهد فيها الفقهاء، ولكنهم لا يخرجون في اجتهادهم
عن أصول الشريعة المبينة في القرآن والسنة، ولقد جاء القرآن الكريم محذراً من الجريمة بجميع
أنواعها، ووضع لها عقوبة رادعة بحسب نوع كل جريمة على ماهو مفصل في كتب الفقه
الإسلامي المطولة، وما دام أن القرآن الكريم حذر من الجريمة والمجرمين والإجرام في مواضع كثيرة
منه، فإنه على وجه العموم لا يمانع في ملاحقة المج رمين والقبض عليهم وتسليمهم ومحاكمتهم
على ما اقترفوه من أعمال منعا للفساد والفوضى، وللحد من انتشار الجريمة تماشياً مع مصلحة
الفرد والجماعة، وتطهيراَ للمجتمع الإنساني من أضرارها. |
---|